يُعرف الأسد (بالإنجليزيّة: Lion) علمياً باسم Panthera leo، وهو ينتمي إلى طائفة الثّدييات، وعائلة السّنوريات، أو القططيات، وجنس النّمور، وهو ثاني أكبر القطط الحيّة بعد النّمر. في ما مضى كان الأسد الحيوان الثدييّ الأكثر انتشاراً بعد البشر، وتواجد في معظم أنحاء إفريقيا، وفي أوراسيا من أوروبا الغربيّة إلى الهند، وفي الأمريكتين من يوكون إلى بيرو، إلّا إنّ الأسود اختفت من معظم المناطق، وتعيش حالياََ بشكل رئيسي في قارّة إفريقيا جنوب الصّحراء الكبرى، ويوجد القليل منها في شمال غرب الهند في آسيا. تعيش الأسود عادة في السّافانا، والأراضي العشبيّة المنبسطة، والمراعي، إلا أنها قد تتواجد في الأدغال، والغابات كذالك
أسماء الأسد في اللغة العربيّة أطلق العرب على الأسد ما يقرب من (500) اسم، وصفة، ومنها: الباسل، وقسورة، والضَّمْضَم، والهِرماس، والغَضوب، والأسوَد، والأحمر، والأصهب، ويُكنى بأبي الزّعفران، وأبي الحارث، وغيرها الكثير من الأسماء، والصّفات. أما ولد الأسد فيُسمى: الشّبل، والحفص، والجرو، والفرهود. أما أنثى الأسد فهي الّلبؤة، والّلبْوَة، واللبّاءَة، والأسَدَة.
الحياة الاجتماعيّة الأسود حيوانات اجتماعيّة تعيش ضمن قطيع يتكون من (3- 30) فرداً معتمدةً على وفرة الغذاء. ويشمل القطيع الذّكور، والإناث (اللبؤات)، والأشبال، وغالباً ما يرتبط أفراد القطيع بصلة قرابة. ويمكن أن ينضمّ في بعض الأحيان إلى القطيع ذكورٌ لا تربطها بأفراد القطيع صلة قرابة، ولكن لفترة مؤقتة فقط. يتكون القطيع في المواسم الجيدة التي تتوفر فيها الفرائس، من أربع إلى ست إناث تتولى قيادة القطيع، وإلّا فتتولى قيادة القطيع لبؤة واحدة، أو اثنتان. تفضّل الأسود العيش ضمن قطيع لأنّ ذلك يعني نجاحاََ أكبر في الصّيد وبالتالي طعاماً أوفر.
يمكن تمييز ذكور الأسود من الإناث بمجرد النّظر؛ فالذّكور أكبر حجماً، وتتميّز بشعر كثيف حول الرقبة يُسمى “اللبدة”، وهي ذات أهمية كبيرة للأسد الذكر، فهو يستخدمها لإخافة الذّكور الأخرى، ولإثارة إعجاب الإناث. ومن مهام الإناث في القطيع الصّيد، ورعاية الأشبال، فهي تقوم بصيد أكثر من (90%) من الفرائس، في المقابل يحمي الأسد أراضي القطيع، ويرعى الأشبال في غياب الّلبؤات. تُطرد ذكور الأسود من القطيع عند بلوغها الثّانية من العمر، أما الإناث فتبقى غالباً في القطيع مع الأم، وأحياناً ولأسباب غير مفهومة قد تتعرض الإناث أيضاََ للطرد. تبدأ الأسود المنبوذة بالتجول بعيداً عن القطيع ضمن أزواج أو مجموعات صغيرة، وعندما يشتد عودها وتكتسب القوة والخبرة الّلازمتين، تبدأ بتحدي الأسود الكبيرة ومنافستها على قيادة القطيع، كما يمكن أن تُشكّل
التغذية الأُسود حيوانات مفترسة يتكوّن نظامها الغذائيّ من لحوم فرائسها التي تنتمي إلى مجموعة كبيرة من الثّدييات كبيرة الحجم، إلأ أنّ أفضل الفرائس بالنسبة لها هي الجاموس، والظّبي الإفريقي، والإمبالة، والحمار الوحشيّ في إفريقيا. أما في آسيا، فالفرائس المفضلة للأسود هي الخنازير، وبعض أنواع الغزلان.[١] إن إناث الأسود (اللبؤات) هي التي تصطاد الفرائس، ويمكن أن تصطاد الكثير من الحيوانات، إلا أنها تتجنّب الحيوانات التي يمكن أن تسبب لها إصابات مثل ذكور الزّرافات، وأفراس النّهر، وحيوانات وحيد القرن، والفيلة، إلا أنها وبدافع الجوع الشّديد يمكن أن هاجم هذه الحيوانات الضخمة، وفي هذه الحالة قد يشارك الأسد بعملية الصّيد أيضاََ. تهاجم الأسود بعض الحيوانات المفترسة مثل الضّباع، والكلاب البريّة، والنّمور، والفهود إلا أنها نادراً ما تلتهمها بعد قتلها، وخلافاََ للاعتقاد الشّائع فقد تلجأ الأسود لأكل الحيوانات التي تقتلها حيوانات مفترسة أخرى، أو تلك التي ماتت لأسباب طبيعيّة.[١] يحتاج الأسد البالغ إلى سبعة كيلوغرامات من الّلحم يومياََ، بينما تحتاج اللبؤة إلى خمسة كيلوغرامات. ويمكن للأسد أن يتناول 30 كيلوغراماً من اللحم في جلسة واحدة، أو قد يرتاح لعدة ساعات ثم يعود لإكمال وجبته
تصل سرعة اللبؤة أثناء الصيد إلى (60 ) كيلومتراً في السّاعة، إلا أنها لا تتمكن من الرّكض لفترة طويلة، ولذلك فهي تحتاج لأن يكون هجومها قصيراََ وكاسحاََ. توزّع الإناث الأدوار في ما بينها وتنسّق جهودها لمحاصرة الفرائس من نقاط مختلفة، فتكمن لها، وتبدأ بالتّسلل بحذر إلى الضّحية حتى تصل إلى مسافة (30) متراً تقريباً أو أقل، فتبدأ هجومها. وتتمسك اللبؤة بفريستها بواسطة مخالبها القويّة وتعمل على خنقها، أما الأسد فيغلق فم وأنف الفريسة بفكّيه مما يؤدي إلى اختناقها أيضاً وموتها، أما الفرائس صغيرة الحجم فيمكن أن تموت نتيجة الجراح التي تسببها مخالب الأسود القاتلة.
يشتهر الأسد بوصفه ملك الغابة، وذلك لصفات مميّزة يمتلكها، لا تشاركه فيها الحيوانات الأخرى، كالفيل، والنّمر، والتمساح، وغيرها. ومن هذه الصّفات المميّزة للأسد ما يلي:
قوة الحواس: يتميز الأسد بحاسة شم تمكّنه من معرفة وجود فريسة بالجوار، كما تمكنه من معرفة أنّ فريسة ما قد مرّت بالجوار، بل وتحديد وقت تواجدها في ذلك المكان. كما أنّ حاسة الإبصار لدى الأسد تفوق مثيلتها عند البشر بخمسة أضعاف. كما يمكن للأسد سماع صوت الفريسة على بعد ميل
قوة العضلات: يتميز الأسد بعضلات قوية، وبكتلة عظام قليلة نسبيّاً مقارنةََ بحجمه، وهذا هو السّر في طريقة مشيه المهيبة. كما أنّ عضلات جسمه الأمامية تمتاز بقوة تمكّنه من توجيه ضربة بأطرافه الأماميّة، يستطيع بها شقّ ظهر حيوان ضخم مثل الحمار الوحشيّ.
الهيبة والكبرياء: يتميز الأسد بالكبرياء، ويمكن الاستدلال على ذلك عن طريق مراقبة سلوكه ونظراته. كما أنّ الأسود حيوانات اجتماعية تعيش ضمن قطيع وتتمتع بقوة عدديّة. والأسد لا يحتاج للتخفي أو لتجنّب أي كائن حي، فهو يسيطر على أراضيه كما يفعل أي ملك جدير بلقبه. كما أنّ جزءاً من هيبة الأسد يعود لصوته الهائل، فزئير الأسد يمكن سماعه عن بعد عدة أميال. ومن الجدير بالذّكر أنّ قلة من الحيوانات هي التي قد تجرؤ على إزعاج الأسود، فربما يقتصر ذلك على قطيع كبير من الضّباع، أو عدد من الفيلة التي قد تحاول -عند الضّرورة فقط – مطاردة الأسد لإبعاده عن حُفَر الماء.
لبدة الأسد: تعطي اللبدة الشّبيهة بالتاج للأسد جمالاً وتضفي عليه هيبة، فهي تعطيه حجماََ أكبر من حجمه الحقيقي، وتمنحه مظهراََ مخيفاََ بقدر ما هو ملكيّ وجذاب.
الكسل: ربما تبدو هذه الصّفة انتقاصاً من قيمة الأسد، فالأسد نادراََ ما يشارك في عمليات الصّيد، ولكن عندما تصطاد الإناث فريسة يجب عليها الانتظار حتى يأكل الأسد أولاََ قبل أن يأتي دورها. كما أنّ الأسد ينام ما يقرُب من عشرين ساعة في اليوم، أي أنه يقضي معظم أيامه ما بين النّوم، والأكل، والشّرب، فهو بالفعل يعيش حياة الملوك